“السعودية وحضرموت شراكة استراتيجية وأخوة متجذرة”

top-news
  • احقاف / مقالات
  • 05 فبراير, 25

 كتب / الدكتور عبدالعزيز صالح جابر رئيس الدائرة السياسية بمؤتمر حضرموت الجامع 


المملكة العربية السعودية دولةً مهمةً سياسيا واقتصاديا وذاتَ ثقلٍ عالميٍّ ، وهي من القوى العالمية ذات النفوذ والتأثير في السياسة والاقتصاد الأقليمي والدولي ، بما تمتلكه من سياسة مرنة ومتوازنة وانفتاح ، تأخذ وتعطي وتتبادل المنافع والمصالح مع غيرها ، وفق قاعدة ثابتة أن ليس لأحد له فضلٌ ولا منةٌ عليها ، وأن مصلحتها لا تتوقف على طرفٍ معينٍ بذاته ، فلديها نهجا ثابتا ومبدأ راسخا يقوم على سياسة المصالح واحترام الخصوصيات والسيادة. 
أن مكانة وقوة ونفوذ المملكة له أسبابه ومقوماته ، وفي مقدمته  حكمة وعقل وقوة ملكها وولي عهده ، وحسن تدبيرهما وكفاءة سياستهما، وبراعتهما في القيادة، ومكانتهما العالية بين قادة العالم ،وهو ما أظهر المملكة مكوناً رئيسياً للاستقرار السياسي والاقتصادي ، وإحداث التوازن والذي يسهم في خفض الصراعات الدولية والإقليمية، ومن ذلك الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، من خلال دعم المبادرات والجهود الرامية إلى حل النزاعات ، وتقريب وجهات النظر ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ،  ودعم تحقيق السلام المستدام والعدل وتعزيز التعاون ، وترسيخ أواصر الأخوة الصادقة مع جيرانها . 
ما سبق ذكره يثبت أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أكبر دول العالم تأثيراً في الأوضاع السياسية والاقتصادية، بتاريخها وثقلها الديني والاقتصادي ورؤيتها السياسية المتوازنة، وهو ما يشهد به الجميع إقليميا ودوليا ، وهذا ما يدركه اليمنيون عامة والحضارم بشكل خاص ، ويتعاملون معه بواقعية وينظرون إليه بتقدير واحترام .
فحضرموت التي لديها شريطا حدوديا شاسعا مع السعودية والذي يقدر بأكثر من 700 كيلومتر، وهي هادئة منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد الجماعة الحوثية في 26 مارس 2015م، وسط استمرار للنشاط التجاري والتنقل البري بين حضرموت والمملكة من خلال منفذ الوديعة الحدودي ، ومما عزّز تأمين حدود السعودية مع حضرموت علاقة المملكة المتينة بأهل وقبائل حضرموت كافة ، ووشائج القربى والتداخل الاسري والاجتماعي بين حضرموت والسعودية ،وهذا ما يفسر حرص قيادة المملكة العربية السعودية على الحفاظ على أمن واستقرار حضرموت أمنيا وعسكريا واقتصاديا وخدميا ، وما زيارة الوفد السعودي للهضبة مؤخرا واللقاء بالشيخ  عمرو بن علي بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع ومعه عددا من مقادمة ومشائخ الحلف وقيادات الجامع  ،  وتدارس الأوضاع التي تمر بها حضرموت وبحث مطالب واستحقاقات حضرموت بحسب بيانات الحلف والجامع وكذا بيان مجلس القيادة الرئاسي بتلبية بعض المطالب الا دليلا على هذا الحرص والاهتمام ببقاء حضرموت واحة أمن واستقرار. 
لقد أكدت هذه الزيارة  أن حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع هما الركيزة الاساسية في حضرموت وهما الأكثر ثقة في إقامة الشراكة ولديهما قدرة في  الحفاظ  على الأمن في حضرموت بالتنسيق مع قوات النخبة الحضرمي ، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الأمن على حدود المملكة ، وهذا ما أكد عليه الشيخ  عمرو علي بن حبريش في كلمته خلال استقباله للوفد السعودي ، ومشددا  على أن الحلف والجامع ومعهما القبائل والحضارم كافة ينظرون لأمن المملكة بأنه جزء لا يتجزأ من أمن حضرموت ، ولن يسمحوا المساس بذرة من ترابها ، وأن أسس العلاقة الوثيقة بين الحضارم والسعوديين معمدة بعوامل عدة أهمها العادات والثقافة وحقائق الجغرافيا والمصالح المشتركة. 
أن العلاقة مع المملكة العربية السعودية وتمتينها وتقويتها تأتي في مقدمة أولويات الحلف والجامع وهي نابعة من تلك الاعتبارات اضافة لمواقف المملكة قيادة حكومة وشعبا في الدعم الاقتصادي والتنموي والخدمي والانساني الكبير ، وكذا دعم أمن واستقرار حضرموت والذي تجسد في موقفها ودعمها في تحالف دعم الشرعية مع دولة الامارات العربية المتحدة في تحرير المكلا ومدن ساحل حضرموت من براثن تنظيم القاعدة في 24 إبريل 2016 وتشكيل جيش النخبة الحضرمي ، ومن هذه المواقف النبيلة والأخوية الصادقة والتي تقتضي حتمية التنسيق والتعاون في المجالات كافة ، وبما يشكل أرضية صلبة لشراكة مستدامة تؤدي إلى تفاهم استراتيجي يواكب مقتضيات المرحلة التي تتطلب الدخول في تعاون وتنسيق حقيقي مشترك بين الحلف والجامع والمجتمع الحضرمي بشقيه القبلي والمدني مع المملكة العربية السعودية ، ليس في الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، وإنما يتعداها إلى مجالات أخرى أوسع سياسية واقتصادية وخدمية وثقافية وإعلامية ، وايجاد قواسم مشتركة وفتح أفاق من الحوار الأخوي المباشر دون حواجز أو قيود ، وتأكيد أن الشريط الحدودي إنما هو مقدمة رواية تحكي قصة تلازم حضاري واجتماعي بين المملكة وحضرموت ، ويعد شاهدا على النسيج الاجتماعي الموحد، وهو ما أفضى إلى استقرار أمني بين جانبي الحدود ،والحفاظ عليه هو واجب يضعه الحلف والجامع ضمن اولوياتهم وفي حدقات أعينهم وفاء بوفاء. 

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *